عندما قرأت في أحد الصحف الرسمية أن نسبة الطلاق في دولة خليجية وصلت إلى 40% ، وعند البحث عن الأسباب كان الكثير منها غير مقنع أو فيه تسرع من الجانبين، لذا لماذا لا نفكر بالمشكلة من ستة جوانب، وذلك باستخدام مفتاح الحل قبعات التفكير الست.
تخيل أن لديك ست قبعات بالألوان: بيضاء، حمراء، سوداء، صفراء، خضراء، زرقاء. ثم تقوم بتبني الشخصية التي تلائم هذه القبعة كما هو موضح في الآتي، وبعد كل البيانات التي تحصل عليها تتخذ القرار؟؟
أولاً: القبعة البيضاء: تُشير إلى: المعلومات، والبيانات، والمتطلبات:
ترمز إلى التفكير الحيادي وتتميز بالموضوعية، وهذا التفكير قائم على أسس التساؤل من اجل الحصول على حقائق، وأرقام...الخ. وهي قبعة جمع الحقائق والمعلومات والخطط وقاعدة البيانات، ودراسة جوانب المشكلة، والتحضير لها.
ومن يرتدي القبعة البيضاء يكون يجيب إجابات مباشرة ومحددة عن الأسئلة، وينصت جيدا ومتجرداً من العواطف، ويهتم بالوقائع والأرقام والإحصاءات، ويمثل دور الكمبيوتر في إعطاء المعلومات أو تلقيها( الموضوعية).
ثانياً: القبعة الحمراء: تُشير إلى: المشاعر، والحدس، والعواطف.
ترتبط القبعة الحمراء بالعواطف والمشاعر، والحدس، وهي التي تغطي المشاعر والعواطف والحدس والجوانب الأخلاقية والإنسانية في المشكلة. ومن يلبس هذه القبعة يقول: هذا هو شعوري نحو الموضوع.
والتفكير عند ارتداء القبعة الحمراء يكون نقيض القبعة البيضاء من حيث المعلومات والحيادية والموضوعية، وتتعلق بالأحاسيس الداخلية والانطباعات ولا تحتاج تبريرا أو أسباباً. وتتعلق بالمشاعر والانفعالات وبكل ما هو غير عقلاني في التفكير. فإذا كانت المشاعر والانفعالات غير مسموح بها في إطار التفكير العملي والعقلاني فإنها ستظل قابعة في خلفية العقل وستؤثر على التفكير بطريقة خفية.
ويمكن أن تجعل الآخر يرتديها عندما تريد معرفة حقيقة مشاعره حول موضوع ما، وذلك من خلال طرح السؤال ما شعورك؟ ما توقعك؟ ويُنصح بتقليل استعمالها في جلسات العمل. فالمشاعر والانفعالات والأحاسيس الخفية والداخلية قوية وحقيقية، والتفكير من خلال ارتداء القبعة الحمراء يعترف بوجودها ويعطيها حيزاً. ويكون التفكير في حالة ارتداء القبعة الحمراء استجابة للسؤال: ما مشاعري نحو هذه القضية الآن؟
ثالثاً: القبعة السوداء: تُشير إلى الحذر، والمخاطر، والمصاعب ( السلبيات).
ترتبط القبعة السوداء بالخوف، والحذر، والتشاؤم، والنقد، والحيطة، والتفكير في الأخطار أو الخسارة، واللون الأسود مأخوذ من الصرامة، ورُمز للقبعة باللون الأسود كناية عن السلبية والتشاؤم، والتفكير من خلال ارتداء هذه القبعة يمنعنا من ارتكاب الأخطاء، لذلك فهذه القبعة هي أكثر القبعات استخداما، وأهمية على حد سواء.
وبذلك فإن أساس هذا التفكير هو: المنطق والنقد والتشاؤم، أي أنه دائم في خط سلبي في تصوره للأوضاع المستقبلية والماضية. ورغم أنه يبدو منطقياً فهو ليس عادلاً باستمرار. فهو غالباً ما يُقدم منطقاً يصعب كسره، وغالباً يركز على أشياء فرعية أو صغيرة. ورُمز لها باللون الأسود كناية عن السلبية والتشاؤم
رابعاً: القبعة الصفراء: تُشير إلى الإيجابية والفوائد.
يُعد التفكير عند ارتداء القبعة الصفراء معاكس تماماً للتفكير السلبي ( القبعة السوداء)، ويعتمد على التفكير الإيجابي، فالقبعة الصفراء ترتبط بالتفاؤل والفوائد للموضوع المطروح للنقاش، وتحري بعض النتائج والاقتراحات المفيدة والجدوى الاقتصادية. وعلى الفرد أن يجرب ارتداء هذه القبعة ( القبعة الصفراء ) قبل وبعد القبعة السوداء عند مناقشة أي موضوع. واللون الأصفر مأخوذ من ضوء الشمس، وهو للدلالة على الآمال وإبداء الأسباب لهذه الآمال. والتفكير بهذه القبعة فيه نظرة طموحة للمستقبل ورؤية للفوائد التي ستتحقق من الفكرة المقترحة، ويمكن لصاحب القبعة الصفراء أن يسأل:
- ما هي الفوائد؟
- من هو المستفيد؟
- ما هي الإيجابيات ؟
خامساً: القبعة الخضراء: تُشير إلى الأصالة في الأفكار والإبداع.
ترمز القبعة الخضراء إلى التغيير والخروج من الأفكار القديمة والمألوفة. ولها أهمية كبرى عن باقي أنواع التفكير. وأُعطيت اللون الأخضر تشبيهاً للون النبتة التي تبدأ صغيرة ثم تنمو وتكبر. وتدل هذه القبعة على التفكير الاستكشافي، والمقترحات والآراء الجديدة. والتفكير بهذه القبعة تفكير إبداعي فيه النشاط والحيوية والمقترحات المبتكرة، والخروج من الأفكار القديمة إلى الجديدة. ويكون التفكير استجابة للأسئلة مثل:
- ماذا يمكننا القيام به هنا؟
- هل هناك أفكار جديدة مختلفة؟
<
سادساً: القبعة الزرقاء: تُشير إلى التفكير الشمولي:
تُرمز إلى التفكير الموجه ( الشمولي)، إنه تفكير النظرة العامة. والسبب في اختيار اللون الأزرق هو لون السماء الأزرق، وهو شامل يغطي كل الأرض. كما أنها تُرمز إلى لون البحر الذي يرمز للإحاطة والقوة.
وتوجه هذه القبعة الفرد نحو التفكير في التفكير، والتحكم بعملية التفكير وضبطها، وتلخيص ما وصلنا إليه حتى الآن؛ تمهيدا للانتقال إلى الخطوة اللاحقة في التفكير. وهي قبعة التفكير والتحكم والتقييم والنظر في الأشياء بطريقة ناقدة بناءة، والقبعة الزرقاء هي قبعة جدول أعمال التفكير، وصاحب القبعة هذه يمكن أن يسأل الآتي:
- ما هي الأولويات؟
- ماذا استفدنا حتى هذه اللحظة؟
- ما موقفك؟
- ما الخطوة التالية؟
|